
النسوية في شتى صورها تضع موازين ومعايير للنظر إلى المرأة، وهي سبيكة في مصاغ فكرة العدل أو الموقف الأخلاقي العام، وهذه تسمى بالأحكام المعيارية، ثم تصف ما عليه وضع المرأة في ضوء الموازين والمعايير، وتبرز من منظورها أن وضعها الراهن كفته شائلة، والاضطهاد والتمييز والحرمان كفتها راجحة، وهذه تسمى بالأحكام الوصفية، كلا النوعين من الأحكام يكون وقودا لحركة تغيير وضع المرأة إلى ما يتطابق به مع المعايير النسوية، فالنسوي الكامل ليس صاحب الفكر وحده، بل هو صاحب الفكر وفارس الجري في ميدان العمل والجولان في ساحة السياسة.
رغم أننا نعلم أن قصة استبعاد المرأة وتهميشها وقمعها وإقصائها وتحقيرها وسحقها وقهرها وإخفائها من عالم الإنسان “الرجل” يعود إلى جملة من الأسباب والشروط التاريخية والاجتماعية في الأزمنة البدائية جداً, إلا أن استمرار هذه الحالة المؤسفة حتى العصر الحديث يثير الحيرة والعجب.
وفق كل ما سبق، فإنه يتوجّب عليها أن نطرح نقاشا جديا حول القيم التي تتبناها الفلسفة باعتبارها تنويرًا للعقل، وتحريرًا للإنسان من قيود المجتمع، وهو ما ينتج عنه التساؤل التالي: "متى سيُفسَح المجال للمرأة في عالم الفلسفة؟"، دون استخفاف، والتعامل معها كإنسان قادر على التفكير والدخول في مساحة الفلسفة، والحقيقة، أن هذا السؤال منوط بتطور الفلسفة، بالإضافة لارتباطه بقدرة المرأة على فعل تنويري حقيقي بعيدا عن الشعارات الفارغة أو التقدمية المرائية.
مر مفهوم المرأة في المجتمع العربي بمراحل عدة، وفقاً لعدة تأثيرات دينية سياسية واقتصادية. المفاهيم والأفكار السائدة في المجتمع أيضاً لها تأثير على تعاطي المرأة كمفهوم و كذات. فالثقافة العربية تتعامل بشكل مختلف مع المرأة الغربية عما يفعله الآخر من خلال ثقافته الخاصة.رغم ذلك كان دور المرأة له أساس في بناء المجتمع العربي وهذا بالاعتماد على ما قدمه المجتمع الإسلامي ورغم ذلك قام المجتمع العربي وخاص الفلاسفة بمنع المرأة من التقدم في الحياة والعطاء المستمر رغم أن المجتمع الإسلامي قام بتكريم المرأة من خلال المساواة ما بين الرجل والمرأة وهذا أيضا قد تم الاعتراض عليه وذلك بسب تلك الأفكار والعادات والتقاليد وإلى الآن نجد أن المرأة في المجتمع العربي كما هي القليل ما نجدهم من يقومون في تفاعل والمشاركة مقابل أن تثبت وجودها ودراها الأساسي في المجتمع العربي. لذلك – برأينا
فالبنى لاتتسم بالاضطهاد إلا إذا تركبت في نظام أوسع، يؤثر بعضا على بعض أثرة فيظلم ويحيف. فالتحيز الجنسي يؤثر كلا من الرجل والمرأة على صاحبه، فيضر بكل منهما (بل بعض المقارنات تعطي أن الرجل أكثر تحملا للضرر فيها من المرأة)، ولكن النساء في أكثر الأحيان أكثر تضررا من الرجال. ثم لانستطيع في العرف المتبع الآن أن نسيء الظن بالفئات التي تتمتع بالأثرة على غيرها فننسب إلى أعضاءها أنهم نسجوا الأنظمة أثرية عن عمد، فإنها أحيانا توورثت هكذا كابرا عن كابر وأخرى تتكيف بهذا الوصف الأثري الاضطهادي من حيث لايشعر صناعها.
مقالات همدان الصبري حتى لا تنسَ الأجيال…أرض اليمن غدّت منشأة ميليشياوية فارسية! د. قاسم المحبشي انتحار الشهيد.. قصة واقعية من اليمن (السعيد) نشوان العثماني الجنوب في مفترق طرق: الوحدة أو التفكك خالد بقلان احفظوا هذا للزمن ..! صلاح السقلدي السلاح الأمضى.
فطريق تناول “بيل هوكس” للنسوية ينبني على الاعتراف بأن التحيز الجنسي لون ممتاز عن سائر ألوان التحيز مثل العنصرية وكراهة الشذوذ الجنسي، وإن كانت هذه الألوان لم تزل ولاتزال متشابكة بعضها ببعض. فعلى النسوية أن تداوي بالأصالة داء التحيز الجنسي، وإن تطرقت إلى غيره من ألوان التحيز بالتبع لصلته بالهدف الأصلي. فيعيش في وسطنا من نصفه بالعنصرية وهو من أنصار الحركة النسوية. فمثل هذا لن يدرك ما بين العنصرية والتحيز الجنسي من الأواصر، ولايقدر حق التقدير فعل التحيز الجنسي في حياة غير البيض من النساء.
ورأي باليا هذا قد يحيلنا إلى مسألة جد هامة في العلم المعاصر، وهي الاختلاف بين طبيعتي عقل الذكر وعقل الأنثى.
لقد اعتادت الرواية الفلسفية التقليدية أن تعلن أنها محايدة، لاتتحيز (وقد يستثنى من ذلك الذرائعية، ومابعد البنيوية وجوانب من الظاهراتية) ولكن الفلاسفة الذين يدينون بالنزعة النسوية بدأوا يظهرون أن هذه الدعوى غير مطابقة للواقع ونفس الأمر فبدأوا يدخلون في المجالات الفلسفية التقليدية تغييرات جذرية ويجددونها، كما يظهر مما تحوي هذه الموسوعة من مقالات متنوعة خصصت لدراسة هذه التغييرات والتجديد في المجالات. فالفلسفة على مر التاريخ ادعت أن المعيار ما لايخص طبقة دون أخرى، ولاجنسا دون آخر، بل لابد أن يكون عاما شاملا. فالنتيجة أن ما يخص الأنثى لايصلح أن يعد معيارا في المجتمع. ولكن النشاط النسوي كشف النقاب عن جوَف هذه الدعوى، وأبدى أن هذا من باب جعجعة بغير طحن. فما ادعي على مر التاريخ في الفلسفة أنه محايد جنسا، فهو في الحقيقة مسبوك في مسبك ذكوري. فأنصار النسوية الذين يعملون في مجال الفلسفة البيئية أثبتوا أن الأساليب المتبعة في المجتمع في الحقيقة تهضم حقوق النسوة والأطفال وطبقة غير البيض.
جون لوك وروسو: في الفلسفة الحديثة، ظهرت أفكار حول الحقوق الطبيعية والمساواة. ومع ذلك، كان هناك تباين في النظر إلى دور المرأة.
فهو في معلومات إضافية سبيل تحديد السلوك المناسب الذي يقمن بكل من الجنسين يرحب بتفرقة ممقوتة باعثة على التحيز ضد المرأة. فالقصد هنا أن الجانب التفسيري لابد أن يضم إلى نفسه الجانب التبريري الذي يمثله الإطار أوالنظام أو الوسط الذي تظهر فيه الظاهرة، والذي يحدد لكل من الجنسين دورا، ويحله مكانة، لايرضاها أنصار النسوية.
إن التيار العام من النسويين –مع كل ذلك – يرضى بمعيار عام لما ينبغي أن تحصل عليه المرأة من العدل، ويُعلِمُ من خلاله في الجانب الوصفي حالات، تشول كفتها على ذلك العيار. والذي يعلن براءته من النسوية قد يرضى بجزء منها، وإن لم يتقبلها جملة وتفصيلا.
تحالف رصد يدين الاعتقالات التعسفية في #المحويت و #صنعاء.. ويعتبرها سلوك ممنهج للتهرب من المسؤولية والمقامرة بأرواح اليمنيين
على المرأة أن تكون سيدة الموقف، ويحق لكِ أن ترفضي وتقبلي ما هو مناسب لكِ وأن تحاكمي النصوص الفلسفية بوعي، لا باستسلام أما على الصعيد العربي، فقد ذكرت إليزابيث كساب لـ "ميدان"، "أن النظرة الدونية ما زالت حاضرة تجاه المرأة في حقل الفلسفة حتى يومنا، وهي تتحدى على مستويين، على صعيد المهنة، والفكر. فالذكور لا يتصورون أنهم وصايا فقط، بل يأتون وفي مخيالهم أنهم أصحاب المهنة، وأن المرأة جاءت إليهم من الخارج، أي من خلفيات غير فلسفية، وهذا الأمر يسهل عليهم الاستخفاف والاستعلاء والاستقواء.